بسم الله الرحمن الرحيم
التفاهــم والمشـــاركـــــة
نحو بناء علاقة أسرية ناجحة
كل أسرة معرضة أن تجابه المشاكل والصعاب سواءا على صعيد العلاقة بين الزوجين أو على صعيد علاقة الأسرة بالمحيط الخارجي، ومن المشاكل التي ارتفع معدلها بين الزوجين هو وجود الفروقات والتباين ( الشكلي )، والإسلام دعا إلى نبذ هذه الفروقات السطحية والفهم الواعي والمسئول لكل منهما الآخر يقول تعالى في كتابه الكريم : { ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله ان الله بكل شيء عليم }. قال الإمام الصادق عليه السلام : " إن المرء يحتاج في منزله وعياله إلى ثلاث خلال يتكلفها وإن لم يكن في طبعه ذلك.. معاشرة جميلة، وسعة بتقدير، وغيرة بتحصن ".
فإذا عاش كل منهما ظروف الآخر وتفاعل مع حالته النفسية أمكن له أن يتعامل معه على أساس من التقدير لتلك الظروف، والتباين والفرق الشخصي، ولو عرف أن هناك حياة مرتبطة بحياة لها ظروف تختلف عن ظروف حياته، وأن هذا الإنسان يعيش معه أجواءً فكرية وعاطفية لا تتفق بالضرورة مع الأجواء الفكرية والعاطفية التي كونت شخصيته، فان ذلك يجسد التفاهم على أحسن صورة، ويبعدهما عن الأنانيات الذاتية التي تحطم العلاقة الزوجية عندما يحاول أحدهما استغلال الفروقات كوسيلة للقمع والضغط ثم إن الحياة الزوجية مد وجزر من سعادة وشقاء وفرحة ورخاء ونشوة ورخاء وتعب وراحة، والزوجين يشاركان بعضهما البعض في تحمل أعباء الحياة عن رضى النفس ورغبة، ولا يمكن أن يقال للمساعدة التي يقدمها أحد منهما للآخر بالمنة والترفع، لأن هذه المساعدة تحطم العلاقات الزوجية ولا تبنيها.
استيقظ أحد العلماء يوم من الأيام، فوجد زوجته كانت ولا تزال راقدة على الفراش، وقد أصيبت بمرض البرص في كل جسمها فتصور حالة الزوجة حين تكتشف بعد لحظات أن جمالها قد انتهى، ولكي لا يحول البيت الزوجي إلى جحيم لا يجرح قلب زوجته، أدعى قبل أن تكتشف الزوجة ما أصابها أنه أصيب بالعمى، وحينما اكتشفت الزوجة ما أصيبت به خلال الليل أخفت ذلك عن زوجها اعتقاداً منها أنه قد أصيب بالعمى، وهكذا عاش الزوجان في سعادة وصفاء، بفعل إغماض الزوج - بهذه الطريقة - عما أصاب زوجته.
فإذا قام الزوج بمساعدة الزوجة في عمل ما يجب ألا يمن عليها في هذه الخدمة، أو أن الزوجة تحاول أن تعكر صفو وهدوء الأسرة بالمنة الدائمة، وكذلك عندما يحدث خلاف بسيط بينهما فلا يحاول كل منهما تقديم التنازلات المتبادلة من قبل الطرفين حتى يصفى الجو بينهما. قال الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : " جهاد المرأة أن تصبر على ما ترى من أذى زوجها وغيرته ". وعن الإمام الكاظم عليه السلام : " جهاد المرأة حسن التبعل ".